أصبح صندوق «إيه إم بي – AMP» الأسترالي لإدارة معاشات التقاعد والثروات، واحداً من أوائل صناديق المعاشات الكبرى في البلاد التي تستثمر في منتجات العملات المشفرة، إذ خصص حوالي 27 مليون دولار أسترالي (17.2 مليون دولار أميركي) للاستثمار في عقود «بتكوين» المستقبلية.
تجاوز سعر «بتكوين» الأسبوع الماضي مستوى 100 ألف دولار لأول مرة، مرتفعاً أكثر من 40% منذ فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر. وأعلن ترمب تأييده للعملات المشفرة وتعهد بتوفير بيئة داعمة لشركات الأصول الرقمية في الولايات المتحدة.
لم يُبد نظام المعاشات التقاعدية الأسترالي، الذي تبلغ قيمته 4.1 تريليون دولار أسترالي، اهتماماً يُذكر حتى الآن بالاستثمار في العملات المشفرة. وقال محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بولوك مؤخراً إن بيتكوين لا دور لها في الاقتصاد الأسترالي، في حين أكدت هيئة التنظيم الاحترازي في وقت سابق على ضرورة استخدام «ضوابط قوية لإدارة المخاطر» عند الانخراط في أنشطة ذات صلة بالأصول الرقمية.
وخضع قطاع المعاشات التقاعدية الأسترالي سريع النمو لتدقيق مكثف يتعلق بمجموعة من القضايا، من بينها التقييمات في الأسواق غير المدرجة وخدمة العملاء ورسوم الاستثمار.
ويخضع القطاع لاختبار أداء سنوي مصمم للتخلص من منتجات التقاعد ضعيفة الأداء. وفشلت العشرات من منتجات التقاعد التي قدمتها شركة «إيه إم بي» في اجتياز الاختبار في وقت سابق من هذا العام، معظمها للمرة الثانية على التوالي.
الاستثمار في عقود «بتكوين» الآجلة يأتي إدراكاً «للتغيرات الهيكلية» في قطاع الأصول الرقمية على مدى العام الماضي، ومن بينها إطلاق صناديق متداولة تستثمر مباشرة في «بتكوين» و«إيثريوم»، وفقاً لما ذكرته آنا شيلي، رئيسة شؤون الاستثمار لدى «إيه إم بي» في رسالة بالبريد الإلكتروني.
وأضافت: «بعد الاختبار والدراسة المتأنية من جانب فريق ولجنة الاستثمار لدينا، اتخذنا مركزاً استثمارياً صغيراً ومحكوم المخاطر في الأصول الرقمية من خلال برنامج تخصيص الأصول الديناميكي في مايو»، موضحة أن هذا الاستثمار يمثل حوالي 0.05% من إجمالي أصول المعاشات التقاعدية للصندوق.
ورفضت هيئة التنظيم الاحترازي الأسترالية التعليق على استثمار «إيه إم بي» في عقود «بتكوين» الآجلة، وبدلاً من ذلك أحالت «بلومبرج» إلى خطاب موجه إلى القطاع المالي صدر في عام 2022.
قالت شيلي: «في حين استفاد أعضاؤنا المتميزون من هذا الاستثمار، فإننا ندرك تماماً طبيعة المخاطر والتقلبات في هذه الفئة الناشئة من الأصول وسنواصل الإدارة الحذرة لحيازتنا التي لا تشكل سوى جزء ضئيل من مزيج أصولنا شديد التنوع».
